الإسلاميون وأعباء الوصول للحكم
مشاركة على
الإسلاميون بالمغرب في وقت تعم فيه الفرحة أنصار التيار الإسلامي احتفالاً بالانتصارات المتوالية في الانتخابات بأكثر من بلد عربي واقترابهم من تولي الحكم بعد عقود طويلة من الإقصاء والاضطهاد, تنتاب العديد من أبناء التيار الإسلامي مخاوف شديدة تجاه الأعباء والمسؤوليات الضخمة الملقاة على عاتقهم بعد هذه الثقة العظيمة التي حصلوا عليها من شعوبهم في وقت تنتظر فيه هذه الشعوب من ينتشلها من ظلمات الفقر والمرض والجهل التي أغرقتها فيه الأنظمة المستبدة التي كانت تزعم محاربتها للإسلاميين لكي يعيش الشعب "حياة رغدة"!! ثم اتضح أن الحياة الرغدة كانت من نصيبهم هم وأولادهم وأقربائهم وحاشيتهم بعد أن استولوا على خيرات الشعوب وهربوها للخارج، وها هي الشعوب تعود للإسلاميين طالبة منهم إصلاح ما أفسده الظالمون وأتباعهم!! المسؤولية ضخمة والأعباء لن تقتصر على الأحوال المتردية الناتجة عن استمرار حكم الفاسدين لعشرات السنوات دون إصلاح أو تطوير حقيقي وتراجع جميع معدلات النمو، ووصول هذه البلدان إلى حافة الإفلاس، ولكن أيضاً لأن إزالة هذه الأنظمة أدى إلى عدم الاستقرار وهو ما ساهم في مزيد من تدهور الأوضاع، خصوصاً مع ضبابية المشهد اللاحق لسقوط هذه الأنظمة، وتدخل العديد من الأطراف لإعاقة انتقال السلطة بشكل سلس, ولكن الخطورة الحقيقية ستأتي من هؤلاء الذين لا يريدون للتيار الإسلامي أن ينجح في مهمته مهما كان الثمن!! لأن في ذلك نهاية لحلمهم السلطوي والفكري, هؤلاء أخطر بكثير من جميع الأوضاع السيئة التي تركتها الأنظمة البائدة!!