وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك

وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك

 

تخريج حديث (وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك)

 

هذه الزيادة منكرة

حكم بإرسالها الدارقطني والنووي وضعفها الشيخ مقبل بن هادي

 

1- طريق أبي إدريس الخولاني عن حذيفة

 

روى البخاري (3606، 7084) ومسلم (1847) من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ثنا بسر بن عبيد الله الحضرمي أنه سمع أبا إدريس الخولاني يقول: سمعت حذيفة بن اليمان يقول: كان الناس يسألون رسول الله r عن الخير، وكنت أسأله عن الشر، مخافة أن يدركني.

 

فقلت: يا رسول الله! إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير شر؟

 

قال: ”نعم“.

 

فقلت: هل بعد ذلك الشر من خير؟

 

قال: ”نعم، وفيه دخن“

 

قلت: وما دخنه؟

 

قال: ”قوم يستنون بغير سنتي، ويهتدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر“.

 

فقلت: هل بعد ذلك الخير من شر؟

 

قال: ”نعم. دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها“.

 

فقلت: يا رسول الله! صفهم لنا.

 

قال: ”نعم، هم قوم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا“

 

قلت: يا رسول الله! فما ترى إن أدركني ذلك؟

 

قال: ”تلزم جماعة المسلمين وإمامهم“

 

فقلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟

 

قال: ”فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض على أصل شجرة، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك“.

 

 

2- طريق أبي سلام عن حذيفة

 

 

ثم رواه مسلم من طريق يحيى بن حسان ثنا معاوية يعني ابن سلام ثنا زيد بن سلام عن أبي سلام قال: قال حذيفة بن اليمان:

 

قلت: يا رسول الله! إنا كنا بشر، فجاء الله بخير، فنحن فيه، فهل من وراء هذا الخير شر؟

 

قال: ”نعم“

 

قلت: هل وراء ذلك الشر خير؟

 

قال: ”نعم“

 

قلت: فهل وراء ذلك الخير شر؟

 

قال: نعم

 

قلت: كيف؟

 

قال: ”يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي، ولا يستنون بسنتي، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس“

 

قلت: كيف أصنع يا رسول الله! إن أدركت ذلك؟

 

قال: ”تسمع وتطيع [للأمير]، وإن ضرب ظهرك، وأخذ مالك، فاسمع وأطع“.

 

فزاد في آخره: ”تسمع وتطيع للأمير، وإن ضُرِب ظهرك وأُخِذ مالك، فاسمع وأطع“

 

قال الدارقطني في ”الإلزامات والتتبع“: هذا عندي مرسل. أبو سلام لم يسمع من حذيفة ولا من نظرائه الذين نزلوا العراق، لأن حذيفة توفي بعد قتل عثمان t بليال. وقد قال فيه: حذيفة. فهذا يدل على إرساله.

 

قال النووي: ”وهو كما قال الدارقطني“. (12/237)  شرح صحيح مسلم

 

قال د. مقبل بن هادي الوادعي: في حديث حذيفة هذا زيادة ليست في حديث حذيفة المتفق عليه وهي قوله ”وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك“، فهذه الزيادة ضعيفة لأنها من هذه الطريق المنقطعة. التعليق على الإلزامات للدارقطني (182)

 

 

3- طريق نصر بن عاصم عن اليشكري عن حذيفة

 

أ- رواه أحمد (5/386-387) وابن أبي شيبة (38110) وأبو داود (4246) والنسائي في الكبرى (7978) وابن حبان (5963)

 

من طريق سليمان بن المغيرة (ثقة ثقة) ثنا حميد هو ابن هلال (ثقة) ثنا نصر بن عاصم الليثي قال: أتيت اليشكري في رهط من بني ليث، ثم قلنا: أتيناك نسألك عن حديث حذيفة قال: سمعته يقول: كان الناس يسألون رسول الله r عن الخير، وكنت أسأله عن الشر، وعرفت أن الخير لم يسبقني.

 

فقلت: يا رسول الله، هل بعد هذا الخير من شر؟

 

فقال: ”يا حذيفة، تعلم كتاب الله واتبع ما فيه“، يقولها لي ثلاث مرات.

 

قلت: يا رسول الله، هل بعد هذا الخير من شر؟

 

قال: ”فتنة وشر“.

 

قلت: يا رسول الله، هل بعد هذا الشر خير؟

 

قال: ”هدنة على دخن“.

 

قلت: يا رسول الله، هدنة على دخن ما هي؟

 

قال: “لا ترجع قلوب أقوام على الذي كانت عليه“.

 

قلت: يا رسول الله، هل بعد هذا الخير شر؟

 

قال: ”يا حذيفة، تعلم كتاب الله، واتبع ما فيه“، ثلاث مرات.

 

قلت: يا رسول الله هل بعد هذا الخير شر؟

 

قال: ”فتنة عمياء صماء، [عليها] دعاة على أبواب النار، فإن مت يا حذيفة وأنت عاض على جذر خشبة يابسة خير لك من أن تتبع أحداً منهم“.

 

لم يذكر في الحديث زيادة وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك.

 

أما: اليشكري فهو سبيع بن خالد اليشكري: روى عنه أربعة، ولم يوثقه إلا ابن حبان والعجلي فهو مستور.

 

وأما نصر بن عاصم الليثي: فوثقه النسائي.

 

فهذا هو المحفوظ عن نصر بن عاصم عن اليشكري دون الزيادة، وهي الموافقة لحديث حذيفة في الصحيحين.

 

ب- رواه عبد الرزاق (11/341) وأحمد (5/403) والبغوي (4219) من طريق عبد الرزاق أنا معمر عن قتادة عن نصر بن عاصم الليثي عن خالد بن خالد اليشكري قال: دخلت المسجد فقالوا: هذا حذيفة بن اليمان فقعدت، وحدث القوم أن الناس كانوا يسألون رسول الله r عن الخير، وكنت أسأله عن الشر، فأنكر ذلك القوم عليه، فقال لهم: إني سأحدثكم ما أنكرتم من ذلك، جاء الإسلام حين جاء، فجاء أمر ليس كأمر الجاهلية، وكنت قد أعطيت في القرآن فهماً، فكان رجال يجيئون فيسألون رسول الله r عن الخير، وأنا أسأله عن الشر،

 

فقلت: يا رسول الله! أيكون بعد هذا الخير شر كما كان قبله؟

 

قال: نعم،

 

قلت: فما العصمة يا رسول الله!

 

قال: السيف،

 

قلت: وهل بعد السيف بقية؟

 

قال: نعم، تكون إمارة على أقذاء وهدنة على دخن،

 

قلت: ثم ماذا؟

 

قال: ثم ينشأ دعاة الضلالة، فإن كان لله في الأرض يومئذ خليفة جلد ظهرك وأخذ مالك فالزمه، وإلا فمت وأنت عاض على جذل شجرة،

 

قلت: ثم ماذا؟

 

قال: ثم يخرج الدجال بعد ذلك معه نهر ونار، من وقع في ناره وجب أجره وحط وزره، ومن وقع في نهره وجب وزره وحط أجره،

 

قلت: ثم ماذا؟

 

قال: ينتج المُهر فلا يركب حتى تقوم الساعة.

 

فذكر الزيادة: ”جلد ظهرك وأخذ مالك“.

 

رواه أبو داود (4245) ولم يذكر نص الحديث وإنما قال: ثم ساق الحديث.

 

وخالد بن خالد اليشكري هو سبيع بن خالد. انظر التهذيب (3/454)

 

ورواه أحمد (5/404) من طريق بهز ثنا أبو عوانة ثنا قتادة عن نصر بن عاصم عن سبيع بن خالد قال: ”قدمت الكوفة زمن فتحت تستر“ فذكر مثل معنى حديث معمر وقال: ”حط وزره“. فلم يذكر الإمام أحمد في مسنده نص الحديث.

 

لكن رواه أبو داود (4244) والحاكم (4/432-433) من طريق أبي عوانة فذكر الحديث وفيه (إن كان لله تعالى خليفة في الأرض فضرب ظهرك وأخذ مالك فأطعه).

وصححه الحاكم

 

 

هذه الرواية منكرة لمايلي:

 

1- فيها عنعنة قتادة وهو مدلس، فالسند ضعيف إلى نصر بن عاصم الليثي.

 

2- خالفت رواية حميد بن هلال الثقة ثنا نصر بن عاصم؛ الذي لم يذكر هذه الزيادة.

 

3- خالفت رواية حذيفة في الصحيحين التي لم تذكر هذه الزيادة.

 

فالرواية عن نصر بن عاصم بهذه الزيادة منكرة.

 

 

ج- طريق صخر بن بدر عن سبيع بن خالد عن حذيفة:

 

روى أحمد (5/403) من طريق شعبة وعبد الوارث وحماد عن أبي التياح قال سمعت صخر بن بدر العجلي يحدث عن سبيع بن خالد الضبعي سمعت حذيفة t يقول: فذكر الحديث وزاد ”فإن رأيت يومئذ خليفة الله في الأرض فألزمه. وإن نهك جسمك وأخذ مالك“.

 

ورواه ابن أبي شيبة (38109) من طريق حماد بن نجيح عن أبي التياح به وذكر الزيادة إلا أنه قال: عن خالد بن سبيع أو سبيع بن خالد.

 

أما صخر بن بدر فهو مجهول، لم يرو عنه إلا أبو التياح، ولم يوثقه إلا ابن حبان.

فصخر بذكره لهذه الزيادة عن سبيع بن خالد خالف نصر بن عاصم الثقة الذي روى الحديث عن سبيع ولم يذكر الزيادة.

 

فالرواية منكره بهذه الزيادة.

 

 

4- طريق عبد الرحمن بن قرط عن حذيفة

 

روى النسائي في الكبرى (7979) والحاكم (4/432) من طريق سعيد بن عامر عن صالح بن رستم عن حميد بن هلال عن عبد الرحمن بن قرط عن حذيفة قال: كان الناس يسألون رسول الله r عن الخير، وكنت أسأله عن الشر كيما أعرفه فأتقيه، وعلمت أن الخير لا يفوتني.

 

قلت: يا رسول الله، هل بعد الخير من شر؟

 

قال: ”يا حذيفه تعلم كتاب الله واعمل بما فيه“.

 

فأعدت عليه القول ثلاثاً، فقال في الثالثة: ”فتنة واختلاف“.

 

قلت: يا رسول الله، هل بعد ذلك الشر من خير؟

 

قال: ”يا حذيفة تعلم كتاب الله واعمل بما فيه“ ثلاثاً.

 

ثم قال في الثالثة: ”هدنة على دخن، وجماعة على قذى فيها“.

 

قلت: يا رسول الله، هل بعد ذلك الخير من شر؟

 

قال: ”يا حذيفة تعلم كتاب الله واعمل بما فيه“ ثلاثاً.

 

ثم قال في الثالثة: ”فتن على أبوابها دعاة إلى النار، فلأن تموت وأنت عاض على جذل خير لك من أن تتبع أحداً منهم“.

 

ولم يذكر الزيادة

 

ولكن صالح بن رستم صدوق كثير الخطأ، رواه هكذا عن حميد بن هلال عن عبدالرحمن بن قرط عن حذيفة، وخالف سليمان بن المغيرة الثقة الثبت الذي رواها عن حميد بن هلال عن نصر بن عاصم عن اليشكري عن حذيفة.

 

فهي منكرة عن حميد بن هلال.

 

 

الخلاصة:

 

 

1- رواه أبو إدريس الخولاني عن حذيفة.

 

لم يذكر الزيادة. رواه البخاري ومسلم.

 

2- رواه أبو سلام عن حذيفة

 

فذكر الزيادة ”وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع“. مرسل، قاله الدارقطني والنووي ومقبل.

 

3- رواه سبيع بن خالد اليشكري عن حذيفة

 

أ- رواه حميد بن هلال (ثقة) ثنا نصر بن عاصم (ثقة) عن سبيع بن خالد اليشكري (مستور) عن حذيفة.

 

ولم يذكر الزيادة.

 

ب- رواه قتادة (مدلس) عن نصر بن عاصم عن سبيع عن حذيفة.

فذكر الزيادة.

 

لكن الزيادة منكرة عن نصر بن عاصم لمخالفتها رواية حميد عن نصر.

 

ج- رواه صخر بن بدر (مجهول) عن سبيع عن حذيفة.

 

فذكر الزيادة.

 

لكن الزيادة منكرة عن سبيع. لمخالفتها رواية نصر عن سبيع.

 

فتبين أن الرواية الصحيحة عن سبيع بن خالد عن حذيفة دون الزيادة.

 

4- رواه صالح بن رستم عن حميد بن هلال عن عبدالرحمن بن قرط عن حذيفة.

 

 

لم يذكر الزيادة

 

لكن الرواية منكرة عن عبدالرحمن بن قرط.

 

صالح بن رستم (صدوق كثير الخطأ) خالف سليمان بن المغيرة الثقة الثبت الذي رواه عن حميد بن هلال عن نصر بن عاصم عن سبيع عن حذيفة.

 

تبين مما سبق أن الحديث الصحيح هو الذي رواه البخاري ومسلم عن حذيفة بن اليمان دون زيادة ”وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك“ التي هي منكرة.

 

 

الشيخ د. مقبل بن هادي الوادعي

 

السؤال138: هل التكلم على الحكام من على المنابر أو الدروس العامة من منهج السلف الصالح؟

 

جواب الشيخ مقبل بن هادي: الحمد لله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن والاه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. أما بعد:فإن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم: ﴿ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون﴾.

 

وثبت عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أنه قال:«أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر». والعندية لا تقتضي السرية وأن يكون مع السلطان وحده.
 

وأما حديث: أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-قال: «من كانت لديه نصيحة لذي سلطان فلينصحه سرا». فهذا الحديث أصله في «صحيح مسلم» ولم تذكر هذه الزيادة ولفظ الحديث: «إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا» ولم تذكر هذه الزيادة، فلا بد من نظر في هذه الزيادة، فإذا كانت الذي رواها مماثلا لمن لم يزدها فهي زيادة مقبولة، أو من رواها أرجح ممن لم يزدها فهي زيادة مقبولة، أما إذا كانت زيادة مرجوحة فحينئذ تعتبر شاذة. وهذه اللفظة تعتبر شاذة. وفرق بين أن تقوم وتنكر على المنبر أعمال الحاكم المخالفة للكتاب والسنة، وبين أن تستثير الناس على الخروج عليه. فالاستثارة لا تجوز، إلا أن نرى كفرا بواحا.


كما في حديث عبادة بن الصامت: "بايعنا رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- على السمع والطاعة في العسر واليسر، والمنشط والمكره، وعلى أثرة علينا، وعلى أن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان، وعلى أن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم".
 

والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يأمر أبا ذر أن يقول الحق ولو كان مرا. رواه أحمد في «مسنده».

 

كما أمره أن يسمع ويطيع وإن تأمر عليه عبد حبشي، فجمع بين الأمرين أبوذر، فيسمع ويطيع لعثمان -t- فإذا رأينا كفرا بواحا فهل يجب الخروج أم لا؟
 

يجب النظر في أحوال المسلمين هل لديهم القدرة على مواجهة الكفر البواح أم أنهم سيقدمون أنفسهم أضحية؟ وهل عندهم استغناء ذاتي أم سيمدون أيديهم لأمريكا وغيرها من الحكومات تتركهم حتى تسفك دماؤهم ثم ينصبون لهم علمانيا بدل العلماني الأول أو شيوعيا بدل العلماني أو نصرانيا بدلا عن المسلم.


فلا بد أن يكون هناك استغناء ذاتي. ثم بعد ذلك هل أعدوا ما تحتاج إليه الحرب من قوات؟ ولا يشترط أن تكون مماثلة لقوات العدو فإن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم: ﴿وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم﴾. وهل أعدوا ما تحتاج إليه الحرب من أطباء ومستشفيات؟ أم ربما يتركون الشخص ينتهي دمه من الجرح؟ وكذلك ما تحتاج إليه الحرب من تغذية، فالناس ليسوا مستعدين أن يصبروا كما صبر صحابة رسول الله-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- على الاستضعاف وعلى الخروج من الأوطان، وعلى المرض وعلى الفق

مقالات علمية آخرى