الرد على المتروك (المقال الثالث)النهي عن التبرك بالآثار مخرجه من آل البيت

الرد على المتروك (المقال الثالث)النهي عن التبرك بالآثار مخرجه من آل البيت

الرد على المتروك (المقال الثالث)

النهي عن التبرك بالآثار مخرجه من آل البيت

هذا ابن عباس t كان يطوف حول الكعبة ومعه معاوية رضي الله عنهما، فاستلم معاوية الأركان الأربعة. فقال ابن عباس: إن رسول الله r لم يستلم إلا الركنين اليمانيين. فقال معاوية: ليس من البيت شيء متروك. فقال ابن عباس: لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ، فرجع إليه معاوية. [رواه أحمد (1/217 ، 246)، والبخاري (1608)].

فنهاه أن يتبرك بركن من أركان الكعبة غير الحجر الأسود والركن اليماني لأنه لم يثبت عن النبي r.

وهذا الإمام الصادق وقد أغضبه رجل عندما أراد أن يقبل عصاه التي يتوكأ عليها بذريعة أنها عصا رسول الله r. فقال له غاضباً: "ويحك – وهو يشير إلى عصاه- هذا لحم ودم رسول الله r؟ فلماذا تقبل ما لا يضرك ولا ينفعك؟!". [الشيعة والتصحيح (85) د. موسى الموسوي].

 

آل البيت: تعظيم المشاهد والآثار سبب الشرك

1- عن ابن عباس t قال: إن هؤلاء الخمسة – ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر- أسماء رجال صالحين من قوم نوح u، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصاباً وسموها بأسمائهم، ففعلوا، فلم تعبد، حتى إذا هلك أولئك وتنسخ العلم عبدت. ذكره البخاري. فلما عظموا مجالس الأموات قادهم ذلك إلى الشرك بالله تعالى.

2- وأخرج عبد بن حميد عن أبي جعفر (وهو الباقر) أنه ذكر (وداً) قال:

وكان ود رجلاً مسلماً، وكان محبباً في قومه، فلما مات عسكروا حول قبره في أرض بابل، وجزعوا عليه، فلما رأى إبليس جزعهم تشبه في صورة إنسان، ثم قال: أرى جزعكم على هذا، فهل لكم أن أصور لكم مثله، فيكون في ناديكم، فتذكرونه به؟ فقالوا: نعم. فصور لهم مثله، فوضعوه في ناديهم، وجعلوا يذكرونه. فلما رأى ما بهم من ذكره قال: هل لكم أن أجعل لكم في منزل كل رجل منكم تمثالاً مثله، فيكون في بيته فتذكرونه؟ قالوا: نعم، فصور لكل أهل بيت تمثالاً مثله، فأقبلوا فجعلوا يذكرونه به. ثم أدرك أبناؤهم، فجعلوا يرون ما يصنعون به وتناسلوا، ودرس أمر ذكرهم إياه حتى اتخذوه إلهاً من دون الله. قال: وكان أول ما عبد غير الله في الأرض (ود). الصنم الذي سموه بود. [الدر المنثور (6/269)] فعظموا قبورهم ثم عبدوهم.

3- وهذا الإمام المهدي العباس بن الحسين بن القاسم من أهل بيت النبوة قام بهدم المشاهد التي كانت فتنة للناس وسبباً لضلالهم، ونهى عن قصدها والعكوف عليها، فهدمها. [الدر النضيد للشوكاني (126-127)].

4- وكذا المتوكل بن المنصور من آل بيت النبوة في القرن الثالث عشر الهجري أمر بهدم القباب المرفوعة على القبور. وهدمت التي في صنعاء وما حولها. [حوليات يمانية (22-23)].

 

علماء الإمامية الجعفرية ينكرون تعظيم القبور

1 – المسمى بآية الله العظمى أبو الفضل البرقعي الذي ينتهي نسبه إلى محمد الجواد بن موسى الرضا وهو تلميذ الحائري اليزدي وحجت كوة كمرة قال: (الإسلام لا يعرف النذر والوقف والهدايا للمقابر والموتى، وهذا محرم ويدخل في الإسراف). [كسر الصنم للبرقعي (399)].

ولما تكلم عن الاستغاثة بغير الله تعالى وبالقبور قال: (إن هؤلاء المسلمين أسوأ من كفار الجاهلية، لأن كفار الجاهلية كانوا إذا استغاثوا بغير الله في دعائهم وتوسلوا بكبرائهم فإنه لم يكن لهم كتاب ولا هداية، ولكن المسلمين علَّمهم كتابهم مائة مرة أن لا يستغيثوا بغير الله ولا يجعلوا أحداً غيره حاضراً وناظراً، ولكن لم يستمع هؤلاء لذلك وكأنه لا علم لهم، فهو أسوأ بذلك وأدنى من كفار الجاهلية). [كسر الصنم (263)].

 

2- ومنهم آية الله العظمى إسماعيل آل إسحاق الخوئيني، الذي تربى في كنف والده آية الله عبدالكريم الخوئيني ثم رحل إلى النجف ودرس فيها على آية الله محسن الحكيم وأبي القاسم الخوئي، ثم رجع إلى قم ودرس عند البروجردي والخميني وحسين المنتظري، ثم درس على يد مرتضى مطهري. إذ استنكر اتخاذ الوسطاء وأنكر تعظيم القبور وقال في ذلك أبيات شعر جاء فيها: ( قول يا محمد ويا علي شرك وكفر لا يخفى، وكذلك الذهاب إلى قبر من قبور الأولياء، أنا أتوب من ذلك الفعل، القرآن ديني والإسلام عملي... رجعت إلى الحقيقة باكياً، مفاتيح الجنان صار مفتاحاً لهم). [الموسوعة القرآنية له (1/79)].

 

3- ومنهم آية الله العظمى محمد بن محمد مهدي الخالصي وهو الذي ينتهي نسبه إلى حبيب بن مظاهر الأسدي الذي قتل مع الحسين t  في كربلاء، والذي تتلمذ على يد والده آية الله العظمى محمد مهدي الخالصي والميرزا محمد تقي الشيرازي. إذ كان يستنكر تعظيم القبور والاستغاثة بالأموات، فقال عن دعاء الفَرَج المشهور: (يا محمد يا علي، يا علي يا محمد، اكفياني فإنكما كافياني). قال: (إن ظاهر مثل هذه الكلمات كفر ومنافٍ لنصوص القرآن). [إحياء الشريعة للخالصي (1/408)]. وتعجّب من (طلب الحوائج من الأحجار والعيون والأنهار والقبور والأشجار والالتجاء إلى الجمادات). [رسالة المجاهد الأكبر (90)].

وقال: (أكد القرآن على التوحيد ونفى الغلو أكثر من أي شيء آخر، وأمر نبيه r أن يعلن إلى أمته وأن يقول: (إنما أنا بشر مثلكم)، وأمر الله نبيه r أن ينفي عنه علمه بالغيب والقدرة والرازقية، وأمره الله مراراً أن يقول (لا تتخذوا قبري مسجداً). وأن يعلن –قسماً بالله- أنه لم يهلك من هلك من الأمم السابقة إلا لأنهم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد). [علماء الشيعة للخالصي (388)].

 

4- ومنهم آية الله العظمى محمد حسين فضل الله الذي درس على والده عبدالرؤوف وأبي القاسم الخوئي، ومحسن الحكيم وآية الله العظمى حسين الشاهرودي الحسيني النجفي، وآية الله حسين الحلي وآية الله مجتنى اللنكراني النجفي. إذ يقول: (ليست مشكلة المبدأ في الزيارة للقبور، بل هي مشكلة الممارسات التي تتحول فيها المسألة إلى ما يشبه الطقوس العبادية للقبر ولصاحبه، بحيث يغفل الإنسان عن الله ليستغرق في الشخص ليكون السؤال له، والطلب منه، والخضوع له، والسجود له – ولو من ناحية الشكل- مما يبعث في الذهن بعض الإيحاءات الغريبة عن وحي التوحيد الإلهي). [آفاق الروح لفضل الله (609)].

 

5- ومنهم أحمد مير قاسم الكسروي التبريزي الأستاذ في جامعة طهران والذي تولى منصب المدعي العام في طهران قال: (وآخر المنكرات ما هو رايج من عبادة القبب، فقد شادوا على قبر كل واحد من الأئمة قبة من الذهب أو الفضة، وبنوا مباني ونصبوا خداماً فيقصدها الزائرون من كل فج عميق، فيقفون أمام الباب ... ثم يدخلون فيقبلون القبر ويطوفون حوله ويبكون ويبتهلون ويسألون حاجات لهم، فهل هذه إلا العبادة). [التشيع والشيعة للكسروي (143)].

 

6- ومنهم محمد بن اسكندر الياسري العلوي الحلي الذي تتلمذ على حسين بحر العلوم والشيخ البروجردي. فقد استنكر غلو بعضهم في القبور، وذكر صوراً عدة للغلو، منها الحج إلى أضرحة الأئمة (واستنكر أن الحج لها أفضل من الحج إلى مكة). [مذهبنا للياسري (106-108)].

 

7- ومنهم الكاتب الصحفي المشهور المثقف أحمد الكاتب.

8- وهذا د. موسى الموسوي من أئمة الجعفرية يقول: (لقد زرت مقابر الأولياء في كثير من البلاد الإسلامية فرأيت الزائرين فيها على النمط الذي نراه في مشاهد أئمتنا، ودخلت كنائس المسيحيين في كثير من بلاد العالم فرأيت الناس فيها كما هي، فهم يتبركون بتمثال المسيح وبأقدام العذراء وقد تركوا الله جانباً ويطلبون منهما العون في الدنيا والآخرة. ودخلت معابد البوذيين والشنتو ومعابد الهنود والسيخ فرأيت ما رأيته من قبل في مشاهد المسلمين والمسيحيين معاً من تقديم القربان وطلب الحاجة وتقبيل التماثيل والركوع والخضوع والخشوع أمامها، وهكذا رأيت البشرية تعوم في سراب من الأوهام). [الشيعة والتصحيح (85)].

 

مقالات علمية آخرى