استدرجيه لقول: «نعم»
كانت امرأة جميلة بمكة، وكان لها زوج، فنظرت يوماً في المرآة فقالت لزوجها: أترى أحداً يرى هذا الوجه لا يفتن به؟ قال: نعم. قالت: من؟ قال: عبيد بن عمير. قالت: فأذن لي فيه فلأفتننه، قال: أذنت لك.
فأتته كالسائلة، فخلا معها في ناحية من المسجد الحرام، قال: فأسفرت عن مثل فلقة قمر، فقال لها: يا أمة الله! قالت: إني قد فتنت بك فانظر في أمري.
قال: إني سائلكِ عن شيء فإن أنت صدقتني نظرت في أمرك.
قالت: لا تسألني عن شيء إلا صدقتك.
قال: أخبريني لو أن ملك الموت أتاك ليقبض روحك أكان يسرك أني قضيت لك هذه الحاجة؟ قالت: اللهم لا. قال: صدقتِ.
قال: لو جيء بالموازين لا تدرين تخفين أم تثقلين أكان يسرك أني قضيت لك هذه الحاجة؟
قالت: اللهم لا. قال: صدقت.
قال: فلو وقفت بين يدي الله للمساءلة أكان يسرك أني قضيت لك هذه الحاجة؟ قالت: اللهم لا. قال: صدقت.
قال: اتق الله يا أمة الله، فقد أنعم الله عليك وأحسن إليك.
قال: فرجعت إلى زوجها فقال: ما صنعت؟ قالت: أنت بطال ونحن بطالون! فأقبلت على الصوم والعبادة.
استدرج الطرف الآخر إلى قول كلمة «نعم» أو «صدقت» قدر ما تستطيع، ليعتاد قولها معك ثم يسهل عليه قولها في نهاية الحوار ولا يتردد فيها.
لذا أمر الله تعالى نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم أن يستعمل هذا الأسلوب في حواره مع أسياد قريش {ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله}، ثم قال سبحانه: {ولئن سألتهم من نزَّل من السماء ماءً فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولن الله} وبعد أن علّم الله تعالى نبيه هذا الأسلوب ذكر له أمثلة من هذه الأسئلة ليستخدمها بهذا الأسلوب {قل من يرزقكم من السماء والأرض؟ أمن يملك السمع والأبصار؟ ومن يخرج الحي من الميت؟ ويخرج الميت من الحي؟ ومن يدبر الأمر؟ فسيقولون الله. فقل أفلا تتقون، فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون}. تجاوبت قريش بقوة مع هذه الأسئلة وحدث أمر مستغرب في الإجابة. إذ أجابت إجابة غير معهودة {قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون لله} لاحظ الإجابة {لله} وهي مناسبة للسؤال ثم قال سبحانه {قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم} ما هي الإجابة المتوقعة؟ السؤال موجه إليك أيها القارئ. اقرأ السؤال الأخير مرة أخرى. الجواب المتوقع (سيقولون الله) ولكن الإجابة لم تكن كذلك وإنما {سيقولون لله}. كما أجابوا على السؤال الأول بهذا اللفظ {لله} أجابوا به السؤال الثاني {لله} ثم قال سبحانه {قل من بيده ملكوت كل شي وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون} وكذا السؤال الثالث أجابوا عليه كالجواب الأول {لله}، إذ اعتاد القلب واللسان على هذه الإجابة فسهل قولها.
أيتها الزوجة استدرجي الزوج لقول كلمة «نعم» لتستلمي بعدها جائزتك وغايتك.
أتى فتى شاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «يا رسول الله ائذن لي بالزنا. فأقبل القوم عليه فزجروه. فقال صلى الله عليه وسلم: أدن، فدنا منه قريباً، فقال صلى الله عليه وسلم: اجلس، فجلس، قال صلى الله عليه وسلم: أتحبه لأمك؟ قال: لا والله، جعلني الله فداك. قال صلى الله عليه وسلم: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم، ثم قال صلى الله عليه وسلم: أتحبه لابنتك؟ قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداك. قال صلى الله عليه وسلم: ولا الناس يحبونه لبناتهم، قال صلى الله عليه وسلم: أتحبه لأختك؟ قال: لا والله، جعلني الله فداك. قال صلى الله عليه وسلم: ولا الناس يحبونه لأخواتهم، قال صلى الله عليه وسلم: أتحبه لعمتك؟ قال: لا والله، جعلني الله فداك. قال صلى الله عليه وسلم: ولا الناس يحبونه لعماتهم، قال صلى الله عليه وسلم: أتحبه لخالتك. قال: لا والله، جعلني الله فداك. قال صلى الله عليه وسلم: ولا الناس يحبونه لخالاتهم، ثم وضع صلى الله عليه وسلم يده على صدر الفتى وقال: اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصن فرجه. فلم يكن الفتى بعد ذلك يلتفت إلى شيء من الزنا» (رواه أحمد).
إذا أردت منه الموافقة على السفر أكدي على الأمور التي تتفقي أنت والزوج بشأنها فيما يتعلق بالسفر، لينطلق الزوج بعدها إلى مكتب السفريات فيفرغ كل ما في محفظته وحسابه البنكي، ولكن احذري أن تتعرضي إلى الأمور التي يخالفك فيها.